تقع قرية النصباء التراثية على قمم جبال السروات في الشمال الغربي من مركز مدينة الباحة، وتبعد عنها حوالي 40 كلم، ويحدها من الشمال قرية .. المندق والعنق، ومن الجنوب قرية عشبة والكعامير ، ومن الشرق قرية الحلاة، كما تطل على تهامة من جهة الغرب. وهي احدى قرى بني كنانة التابعة لبلاد زهران، وعرفت منذ القدم باسم الفهيرة. تتربع بيوت القرية على قمة الجبل مطلة على وادي عميق، وتتكون القرية من عدد من المباني السكنية ومعظمها متلاصقة، وتم بناؤها على الارض الطبيعية المنحدرة. وتتكون معظم بيوتها من طابق أو طابقين، والنسبة الغالبة من بيوت القرية متهدمة . بشكل جزئي ومهجورة. وتظهر القرية بشكل عام متجانس مع انحدار الارض الطبيعية لموقعها. ونتج عن التجاور فيما بين الابنية ظهور القرية بشكل نسيج معماري معبر عن النمط المحلي في تخطيط القرية التراثية. وتخلو القرية من اية مبان حديثة ضمن تجمع المباني القديمة للقرية التراثية باستثناء بعض الاضافات الحديثة لمبنيين سكنيين، ويوجد مسجد حديث ملاصقاً لها، وهي تحتل جميع ارض التلة الصخرية المقامة عليها. وتم بناء جدرانها باستخدام الحجارة المرصوصة فوق بعضها البعض بطريقة فنية تتطلب خبرة مهنية عالية، وكان يتم قصارتها من الداخل بطبقة سميكة من الطين واللبن. ويلاحظ ان حرفيي البناء قد ابدعوا في تشكيلات الواجهات الخارجية والفتحات المعمارية من خلال بروزات الحجر واستخدام الحجر ابيض اللون في تشكيلات زخرفية بسيطة في عدد من المباني. كما تم بناء الأسقف باستخدام جذوع الأشجار وفوقها طبقة من اغصان الشجر، وفوقها الطين واللبن. ووجد في عدد من البيوت اسقف مرتكزة على اعمدة خشبية مستطيلة الشكل يعلوها قطعة اكبر مساحة تشبه تاج العمود وعرفت محليا باسم المزراح). ويعتبر المزراح عنصرا معماريا مميزا لهذا الطراز المعماري في تلك المنطقة. ولوحظ استعمال المزراح من جذع شجرة بشكله الطبيعي. وتكاد تخلو نوافذها المشغولة من الخشب من الزخارف او النقوش عليها